لاذ خمسة أطفال فلسطينيّين تتراوح أعمارهم بين 9 و-13 عاماً بالفرار حين رأوا مستوطنين يقتربون منهم وهم يقطفون العكوب. لاحق المستوطنون ومركبات عسكريّة الأطفال حتى تجمّع خربة الرّكيز وهناك اعتقلوهم رغم أنّهم تحت سنّ المسؤوليّة الجنائيّة. هذه فعلة لا سبيل إلى تبريرها. اعتقال الأطفال بكلّ هذه البساطة يؤكّد أنّ الضبّاط الذين تواجدوا في الميدان سمحوا بذلك دون اكتراث لوقْع صدمة الاعتقال وتأثيرها على الأطفال وعلماً منهم أنّ اللّجوء إلى اعتقال طفل يُسمح به فقط في ظروف استثنائيّة قطعاً وفقط في غياب بدائل أخرى.
في ليلة الاثنين الموافق 1.3.21 اقتحم عناصر من شرطة حرس الحدود ومستعربون منزل عائلة عبيد في العيساويّة شرقيّ القدس واعتدوا بعُنف شديد على مروان عبيد وابنه طارق ثمّ اعتقلوا الابن. لاحقاً دهمت الحيّ سيّارة رشّ مياه عادمة تابعة للشرطة ورشّت مياهاً آسنة في شوارع الحيّ وفي داخل المنزل. في محطّة الشرطة جرى التحقيق مع طارق ثمّ نقله إلى المستشفى بسبب علامات الضرب البادية على وجهه. في اليوم التالي جرى تمديد اعتقاله لمدّة يومين ثمّ أخلي سبيله شرطَ الحبس المنزليّ لمدّة ثلاثة أيّام. ممارسات الشرطة في الحيّ تتميّز بعُنف متواصل يندرج ضمن نهج اضطهاد إسرائيل لسكّان شرقيّ القدس بهدف دفعهم إلى مغادرة منازلهم وتحقيق التفوّق الديمغرافيّ اليهودي في المدينة.
في يوم الأحد الموافق 29.11.2 اقتحم جنود مخيم العروب للاجئين. قام فتية برشقهم بالحجارة فأطلق الجنود نحوهم قنابل الصوت والغاز. اعتدى الجنود بالضرب المبرح على أحد الفتية وهو محمد مقبل (16 عاما) فكسروا فكه واعتقلوه هو وفتيانا آخرين. أجريت لمحمد مقبل عملية جراحية وأعيد إلى السجن وقد أطلق سراحه بعد 26 يوما وذلك بعدما رُفض طلب النيابة بتمديد اعتقاله حتى انتهاء الإجراءات مرتين. تتفاخر إسرائيل بالقوانين والإجراءات التي أُعدت نظريا للحفاظ على حقوق القاصرين إلّا أنها عمليا تعتقل سنويا مئات القاصرين الفلسطينيين وتنتهك حقوقهم بشكل ممنهج ومنظم.
في مساء الجمعة الموافق 5.2.21 حين كان ثلاثة شبّان من مخيّم الجلزون للّاجئين عند المدخل الجنوبيّ لبلدة سلواد ينتظرون مرور سيّارة تاكسي وصل جيب عسكريّ فلاذ الشبّان بالفرار إلى داخل سلواد. ترجّل من الجيب 4 جنود وأطلقوا نحوهم الرّصاص الحيّ وأصابوا منهم اثنين. إطلاق النار وجرح الشابّين لا يمكن إيجاد مبرّر له حيث كان الشبّان يفرّون من الجنود ولم يشكّلوا خطراً عليهم أو على غيرهم. ليست هذه الحادثة استثنائيّة بل هي كغيرها من الأحداث المشابهة الكثيرة تعكس سياسة إطلاق النار التي تتّبعها إسرائيل في المناطق المحتلّة ولن يتغيّر شيء طالما يعلم المتورّطون أنّهم فوق المساءلة والمحاسبة، بما في ذلك الضبّاط في الميدان والمستشارون القضائيّون الذين يصدّقون عليها قانونيّا.
كل يوم - وخاصة في ساعات الليل - يقتحم جنود منازل الفلسطينيّين. منذ زمن بعيد يشكّل انتهاك حُرمة الحيّز الخاصّ للفلسطينيّين جزءاً لا يتجزّأ من ممارسات قوّات الأمن في الضفة الغربيّة. يعلم الفلسطينيّون أنّ جنوداً قد يَغيرون على منزلهم دون أيّ سبب وفي أيّ وقت وأن يقتحموا غُرف نومهم وأن أن يُفزعوا الأطفال من نومهم وأن يقلّبوا في أغراضهم الشخصيّة. المنزل بالنسبة لمُعظمنا حيّز محميّ وآمن لكنّه ليس كذلك بالنسبة للفلسطينيّين. تتسرب السطوة والإذلال والقمع إلى المنازل أيضًا. خلال تشرين الأول 2020 اقتحمت قوات الأمن 493 منزلا في الضفة الغربية. نشرنا في الأسابيع الماضي تفصيلا لاقتحام منازل في محافظة رام الل وقلقيلية وطولكرم وفي ما يلي تفاصيل اقتحامات مشابهة في محافظة الخليل.
كل يوم - وخاصة في ساعات الليل - يقتحم جنود منازل الفلسطينيّين. منذ زمن بعيد يشكّل انتهاك حُرمة الحيّز الخاصّ للفلسطينيّين جزءاً لا يتجزّأ من ممارسات قوّات الأمن في الضفة الغربيّة. يعلم الفلسطينيّون أنّ جنوداً قد يَغيرون على منزلهم دون أيّ سبب وفي أيّ وقت وأن يقتحموا غُرف نومهم وأن أن يُفزعوا الأطفال من نومهم وأن يقلّبوا في أغراضهم الشخصيّة. المنزل بالنسبة لمُعظمنا حيّز محميّ وآمن لكنّه ليس كذلك بالنسبة للفلسطينيّين. تتسرب السطوة والإذلال والقمع إلى المنازل أيضًا. خلال تشرين الأول 2020 اقتحمت قوات الأمن 493 منزلا في الضفة الغربية. نشرنا في الأسبوع الماضي تفصيلا لاقتحام منازل في قرية كوبر في محافظة رام الله. في ما يلي تفاصيل اقتحامين مشابهين، أحدهما في محافظة طولكرم والآخر في محافظة قلقيلية.
يوميّاً يدخل للعمل في إسرائيل دون تصريح آلاف الفلسطينيّين سكّان الضفة الغربيّة. تعلم الدّولة ذلك وتتجاهل طمعاً في قوّة العمل الرّخيصة المستضعفة ولكن رغم ذلك ينشر الجيش جنوده بين فترة وأخرى ليكمنوا للعمال ويطلقوا عليهم الرّصاص أثناء عبورهم من ثغرات جدار الفصل. خلال شهري كانون الثاني وشباط 2021 أطلق جنود الرّصاص على عمّال أثناء عبورهم ثغرات الجدار قرب فرعون وبرطعة الشرقيّة فأصابوا منهم ما لا يقلّ عن 12 بضمنهم فتىً في الـ16 من عمره. لأنّ ذلك يجري ضمن سياسة ثابتة سيفلت جميع المتورّطين من المحاسبة: الجنود الذين أطلقوا النار والضبّاط الذين خطّطوا والمستشارون القضائيّون الذين صدّقوا على هذه السّياسة وكبار القادة العسكريّين.
يكشف التقرير الآليّات الإسرائيليّة التي تشجّع نقل السكّان المدنيّين من إسرائيل إلى المناطق المحتلّة. كذلك يستعرض التقرير التطوّرات التي حدثت على الأرض خلال العقد الأخير مع التركيز على الكتلتين الاستيطانيتين وتأثيرهما على تضاريس المكان.
كجزء من نظام الأبارتهايد الذي تقيمه إسرائيل في المنطقة الممتدّة بين النهر والبحرتفرض قيود مشددة على حركة وتنقّل الفلسطينيّين بين الضفة الغربيّة وقطاع غزّة. تحرم هذه القيود آلاف الأسَر من الحياة الأسريّة وإدارة نظام حياة معقول إذا كان أحد الزوجين من الضفة الغربيّة والآخر من قطاع غزّة. هكذا يجري تحقيق التفوّق اليهوديّ بقسوة ممنهجة عبر بيروقراطيا تشتيت الأسَر حيث تضعها إسرائيل أمام خيارين أحلاهُما مُرّ: إمّا العيش معاً في قطاع غزّة وقطع الصّلة مع الأهل في الضفة الغربيّة وإمّا العيش منفصلين. هذا مع العلم أنّ إقامة أسرة وتأسيس حياة مشتركة مع الزّوج والأولاد والحفاظ على علاقة مع الأهل في العائلة الممتدّة كلّها من مبادئ وركائز أساسيّة لإدارة العلاقات الإنسانيّة؛ ولكنّ هذه الأمور البديهيّة تُصبح مستحيلة بالنسبة الفلسطينيّين.
يكمن في جوهر نظام الأبرتهايد والاحتلال الإسرائيلي انتهاك منهجيّ لحقوق الإنسان. تعمل بتسيلم لأجل إنهاء الاحتلال، إدراكًا منها أنّه بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق مستقبل يضمن حقوق الإنسان، الديمقراطية، الحرّية والمساواة لجميع الأفراد - فلسطينيين وإسرائيليين - القاطنين بين النهر والبحر.