في ذكرى مرور 52 عامًا على احتلال الضفّة الغربية وشرقيّ القدس وقطاع غزّة وإزاء الخطوات التي تسير فيها الإدارة الأمريكيّة برئاسة ترامب نحو ما يسمّيه "صفقة القرن" أطلقت بتسيلم مشروعًا تفاعليًّا جديدًا يجسّد كيف أعملت إسرائيل قضمًا في الأراضي الفلسطينيّة خلال العقود التي مضت وكيف شرذمت الحيّز الفلسطينيّ عبر تقسيمه إلى وحدات ضئيلة المساحة ومعزولة عن بعضها البعض وكيف فصلت بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين وبين الفلسطينيّين أنفسهم.
ذه ليست مسألة نظريّة بل إنّها أحداث تقع الآن وكلّ يوم في كافة أنحاء الضفة الغربية: تحاول إسرائيل تهجير آلاف الفلسطينيين من نحو مئتي تجمّع سكّاني فلسطيني في مناطق C وهي تجمّعات يعتاش سكّانها على تربية الأغنام والزراعة.
في حيّ بَطن الهوى، الواقع في قلب سلوان، تحدث كبرى عمليات الترحيل التي تشهدها القدس الشرقية في هذه الفترة.
تطلق منظمة بتسيلم مشروع فيلم وثائقي تفاعلي بعنوان "جدران الاحتلال الشفّافة"، حيث يُدعى الجمهور من خلاله للقيام بجولة في برقة، إحدى قرى ريف رام الله، التي فُصلت عن رام الله بسبب القيود المختلفة التي فرضتها إسرائيل. من خلال جولة افتراضية يقودها مواطنو ومواطنات القرية كمرشدين سياحيين، نوعًا ما، يعرض المشروع قصة القرية ويوضح جوانب مختلفة من حياة الفلسطينيين اليوميّة تحت الاحتلال. تمّ إنتاج هذا المشروع من قبل منظمة بتسيلم، بالتعاون مع ستوديو فولكلور - الكندي، ويستند إلى تقرير بتسيلم الذي يحمل الاسم نفسه.
الطلب على أماكن العمل في قطاع غزة هائل ونسبة البطالة فيها تصل إلى 40٪. السبب الأساسي لذلك هو الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة. بمناسبة يوم المرأة تحدثنا مع ثلاث نساء ـ نجارة وحدّادة وعاملة في سوق الخضار ـ اللواتي يحاولن الصمود وإعالة أسرهنّ في ظروف اقتصاديّة شبه مستحيلة تعاني منها غزة. التحدي الّذي تضطرّ نساء غزة لمواجهته هو تحدٍ كبير: اضطرارهن إلى التعامل مع الواقع في غزة والتي تغيب في ظلّه أي إمكانيّة للعديد من الشباب العثور على عمل، وبالتأكيد لن يجدوا عملاً يتناسب مع مؤهلاتهم.
قبل عام بالضبط بدأ القصف على غزة. أصبح الكابوس الذي بدأ في الصيف الماضي بالنسبة لمئات الآلاف من السكان في القطاع واقعا مستمرا إلى اليوم. في غزة يوجد اليوم حوالي 100 ألف مشرد وبلا مأوى. يعيشون لدى أقاربهم أو في خيام أو في منازل مستأجرة أو على أنقاض منازلهم. خلال الصيف الفائت تم تدمير ما يقارب الـ 20 ألف منزل بشكل كامل أو بشكل جزئي، ومئات الآلاف من سكان غزة يعيشون في 150,000 وحدة سكنية كانت قد تضررت جراء القصف. بعد الحرب واصلت بتسيلم جلب القصص سكان غزة الذين ما زالوا إلى اليوم يواجهون نتائجها.
سمحت المحكمة الإسرائيلة العليا للإدارة المدنيّة بهدم قرية خربة سوسيا، وطرد سكّانها فعليًّا، قبل البتّ نهائيًّا بالتماس السكّان ضدّ رفض الخارطة الهيكليّة التي قدّموها. يُمكن للإدارة المدنيّة أن تقوم بهدم بيوت السكّان في كلّ لحظة وأن تُبقيهم من دون مأوى، وسط الظروف الصحراويّة الصعبة. هذه هي مسلكيّات السلطات الإسرائيليّة التي تتّبعها من أجل السيطرة على المزيد من الأراضي وطرد التجمّعات السكنيّة الفلسطينيّة من مناطق C. ضمّ رسميّ؟ الضمّ والسلب أضحيا واقعًا ملموسًا على الأرض. لمعلومات اوفى اضغطوا هنا.
يكمن في جوهر نظام الاحتلال الإسرائيلي انتهاك منهجيّ لحقوق الإنسان. تعمل بتسيلم لأجل إنهاء الاحتلال، إدراكًا منها أنّه بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق مستقبل يضمن حقوق الإنسان، الديمقراطية، الحرّية والمساواة لجميع الأفراد - فلسطينيين وإسرائيليين - القاطنين بين النهر والبحر.