أفراد شرطة يعتدون على سائق حافلة في شرقيّ القدس، يعتقلونه ويمنعون عنه العلاج لساعات، ثمّ يطلقون سراحه بلا قيد أو شرط
في يوم الأربعاء الموافق 22.3.23 قرابة الساعة 16:30 بينما كان سائق الحافلة أحمد الأعور (32 عامًا) ينقل ركّابًا من باب العامود إلى حيّ أبو طور، نشأ ازدحام مروريّ في الجزء الشرقيّ من شارع "همفكيد" شماليّ
...
في يوم الأربعاء الموافق 22.3.23 قرابة الساعة 16:30 بينما كان سائق الحافلة أحمد الأعور (32 عامًا) ينقل ركّابًا من باب العامود إلى حيّ أبو طور، نشأ ازدحام مروريّ في الجزء الشرقيّ من شارع "همفكيد" شماليّ أبو طور. بعد أن توقّفت الحافلة بضع دقائق في مكانها، اقترب عنصران من شرطة حرس الحدود من نافذة الأعور وطلبا منه السير إلى الخلف. أوضح لهما الأعور أنّه لا يستطيع السير إلى الخلف دون توجيه وعندها نشبت مواجهة تضمّنت السباب والشتائم بينه وبين عنصريّ الشرطة. شدّ أحدهما الأعور من قميصه وقام الآخر، الذي كان يقف خلفه، برشّ رذاذ الفلفل على وجه الأعور. اقترب الشرطيّان من باب الحافلة الأماميّ الذي كان مغلقًا وأمراه بفتحه. خبَط أحدهما على الزجاج الأماميّ ثمّ عاد إلى نافذة الأعور وأمره بفتحها مرّة أخرى، لكنّ الأعور رفض ذلك وشتم الشرطيّ.
في يوم الأربعاء الموافق 22.3.23 قرابة الساعة 16:30 بينما كان سائق الحافلة أحمد الأعور (32 عامًا) ينقل ركّابًا من باب العامود إلى حيّ أبو طور، نشأ ازدحام مروريّ في الجزء الشرقيّ من شارع "همفكيد" شماليّ أبو طور. بعد أن توقّفت الحافلة بضع دقائق في مكانها، اقترب عنصران من شرطة حرس الحدود من نافذة الأعور وطلبا منه السير إلى الخلف. أوضح لهما الأعور أنّه لا يستطيع السير إلى الخلف دون توجيه وعندها نشبت مواجهة تضمّنت السباب والشتائم بينه وبين عنصريّ الشرطة. شدّ أحدهما الأعور من قميصه وقام الآخر، الذي كان يقف خلفه، برشّ رذاذ الفلفل على وجه الأعور. اقترب الشرطيّان من باب الحافلة الأماميّ الذي كان مغلقًا وأمراه بفتحه. خبَط أحدهما على الزجاج الأماميّ ثمّ عاد إلى نافذة الأعور وأمره بفتحها مرّة أخرى، لكنّ الأعور رفض ذلك وشتم الشرطيّ.
في تلك الأثناء نقل أحد الركّاب الأعور الذي أصيب في عينيه، من جرّاء رذاذ الفلفل، إلى الجزء الخلفيّ من الحافلة وبعد بضع لحظات صعد الشرطيّان إلى الحافلة من الباب الخلفيّ، كبَّلا الأعور بالأصفاد ومزّقا قميصه خلال ذلك ثمّ أخرجاه من الحافلة. بعد بضع دقائق أخرى أدخله الشرطيّان في سيّارة جيب وأخذاه إلى محطّة الشرطة في جبل المكبّر دون أن يقدّما له إسعافاً أولياً.
في المحطّة، تم احتجاز الأعور نحو نصف ساعة في سيّارة جيب، لا بل تم استجوابه في داخلها من قبل اثنين من محقّقي "الشاباك". بعد ذلك أدخِل إلى المحطّة وهناك اتّضح له أنّه قد نُشِر على شبكات التواصل الاجتماعيّ شريط فيديو يوثّق اعتداء الشرطيَّين عليه. وفي نحو الساعة 21:30، بعد أن قدّم الأعور إفادته في المحطّة، أطلِق سراحه دون قيد أو شرط. في اليوم التالي توجَّه الأعور إلى مستشفى سان جون للعيون في شرقي القدس حيث عولج من الإصابة التي تعرّض لها في عينيه.
في الإفادة التي قدّمها أمام باحث بتسيلم الميدانيّ عامر عاروري في 25.3.23، تحدّث أحمد الأعور (32 عامًا)، أب لثلاثة من سكّان سلوان، عمّا حدث بعد إخراجه من الحافلة وهو مُكبّلٌ بالأصفاد:
أحمد الأعور بعد إطلاق سراحه. تصوير عامر عاروري، بتسيلم, 25.3.23
بعد بضع دقائق أصعدني الشرطيّان إلى سيّارة الجيب وبدأنا في السفر. الشرطيّ الذي رشّني هو الذي قاد سيّارة الجيب وكانت فيها شرطيّة أخرى. شعرتُ بأنّني أختنق فطلبتُ منهم فتح النوافذ فقاموا بتشغيل المكيّف الهوائيّ. شعرتُ بأنّنا سافرنا وقتًا طويلًا. لم أستطع الرؤية إلّا من عيني اليسرى وبقدر ما استطعت أن أرى، فقد سافرنا في داخل حيّ الثوري ثمّ عبر حيّ وادي الربابة. توقّفنا هناك لمدّة 20 دقيقة تقريبًا وتشاور عناصر الشرطة فيما بينهم حول محطّة الشرطة التي ينبغي التوجّه إليها. طوال ذلك الوقت لم أتلقَّ الإسعاف الأوّليّ. في الأثناء، وصلتْ إلى هناك سيّارة أخرى لشرطة حرس الحدود وأخبرني أحد عناصر الشرطة الذين وصلوا بأنّني معتقل لأنّني هاجمتُ شرطيًّا. فسألتُه مَن قال له إنّني هاجمتُ شرطيًّا وقلتُ له إنّ ذلك غير صحيح. قال: "قل ذلك في شرطة عوز".
نقلوني إلى سيّارة الجيب الثانية وصعد إليها أيضًا الشرطيّ الذي رشّني برذاذ الفلفل. سافرنا إلى محطّة "شرطة عوز" في جبل المكبّر. عندما وصلنا إلى هناك لم يسمحوا لي بالنزول. بعد نصف ساعة تقريبًا جاءت محقّقة بزيّ مدنيّ وطلبتْ رؤية بطاقة هويّتي. بعد أن أريتُها البطاقة سألتني إذا كنتُ أعرف سبب وجودي هناك فأجبتُها أنّ عناصر الشرطة قالوا إنّ السبب هو أنّني اعتديتُ على شرطيّ لكنّني لم أعتدِ على أحد. بعد ذلك وصل محقّق آخر، وكان بزيّ مدنيّ هو أيضًا، وقال للمحقّقة إنّ محاميًا اتّصل بهم. ذكروا اسمه وسألوني إنْ كنتُ أعرفه. فأجبتُ بالإيجاب. فهمتُ لاحقًا أنّ والديّ قد عيّناه لي.
أنزلوني من سيّارة الجيب وأخذوني إلى غرفة تحقيقات في المحطّة. إلى تلك اللحظة لم أتلقّ الإسعاف الأوّليّ بعد. سمعتُهم يتحدّثون عبر الهاتف مع المحامي الذي اتّصل بهم مرّة أخرى وقال لهم إنّ هناك شريط فيديو يتمّ تداوله على شبكة الإنترنت ويظهر فيه أنّني لم أعتدِ على أيّ شرطيّ أو على أيّ شخص آخر وأنّ عناصر الشرطة هم الذين هاجموني. كما قال لهم إنّه من غير المعقول أن يقوم شرطيّ برشّ رذاذ الفلفل على سائق حافلة يجلس خلف مقود القيادة.
منذ تلك اللحظة أصبح المحقّقان أكثر لطفًا معي وطلبا منّي أن أروي لهما ما حدث. ثمّ اتّصل بهما أيضًا محامٍ من قبل شركة الحافلات التي أعمل فيها فأخبراه بأنّهما لا يستطيعان التعامل مع محاميين اثنين وحاولا إقناعه بأنّ كلّ شيء على ما يرام وبأنّهما يريدان المضيّ قدمًا. قال لهما إنّه سيقدّم شكوى ضدّ الشرطيَّين اللذين اعتديا عليّ. قدّمتُ إفادة للمحقّقَين وأخذا بصماتي. رويتُ لهما جزءًا فقط ممّا حدث لأنّني كنتُ قد أصبحتُ منهكًا للغاية.
نحو الساعة 21:30 أطلقا سراحي بدون كفالة، بعد أن قالا لي إنّه إذا تمّ استدعائي لتحقيق آخر فسأكون ملزمًا بالحضور. كان أفراد عائلتي وصاحب شركة الحافلات ينتظرونني في الخارج. ولأنّ عينيّ كانتا متورّمتين فقد عرض عليّ الجميع أخذي إلى المستشفى لكنّني فضّلتُ العودة إلى المنزل لكي أرتاح. عندما عدتُ إلى المنزل فزع أطفالي من مظهري وأخذوا يصرخون ويبكون. كنتُ منهكًا وكان لديّ صداع. خفتُ أن أستحمّ لأنّني أعرف أنّ الماء قد يزيد من شدّة الحرق.
في صباح اليوم التالي لم أتمكّن من فتح عينيّ وأخذوني إلى عيادة صندوق المرضى وهناك أحالوني بشكل عاجل إلى مستشفى سان جون لطبّ العيون في الشيخ جرّاح. في سان جون غسلوا عينيّ وأعطوني قطرات والآن يجب علي أن أتجنّب التعرّض لأشعّة الشمس. ما زلتُ في إجازة مرضيّة ولم أعد إلى العمل. ما حدث لي هناك كان صعبًا جدًّا عليّ من ناحية نفسيّة. ربّما سأطلب الانتقال للعمل على خطّ آخر.
يكمن في جوهر نظام الأبرتهايد والاحتلال الإسرائيلي انتهاك منهجيّ لحقوق الإنسان. تعمل بتسيلم لأجل إنهاء هذا النظام، إدراكًا منها أنّه بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق مستقبل يضمن حقوق الإنسان، الديمقراطية، الحرّية والمساواة لجميع الأفراد - فلسطينيين وإسرائيليين - القاطنين بين النهر والبحر.