عائلة أبو نعيم الموسعة التي تقيم في وادي قطونية في منطقة الخلايل، على أراضي قرية المغيّر، تتكون من ثلاث عائلات نووية: الوالدان المسنان، رزق أبو نعيم (69 عامًا) وزوجته، وابنهما همام وزوجته فاطمة وأطفالهما الذين يعيشون متجاورين في مجمع يضمّ مغارة وخيامًا، وابن متزوج آخر، أيهم الذي كان يسكن مع زوجته وأطفالهما في خيمة مجاورة حتى يوليو 2024، حيث طردهم المستوطنون والجنود واضطروا إلى الانتقال إلى نقطة أقرب إلى قرية المغير. وقد سبق لأفراد العائلة الموسعة أن اضطروا إلى نقل أغنامهم إلى منطقة أقرب إلى القرية بسبب خوفهم من سرقتها من قبل المستوطنين، كما حدث مع فلسطينيين آخرين في المنطقة.
في يوم الجمعة الموافق 9.5.25 قرابة الساعة 9:00، وبينما كانت إحدى نساء العائلة وأطفالها يشترون خضارًا من سيارة بائع متجول توقف بالقرب من خيمة مجاورة وكان زوجها يرعى الأغنام بالقرب من المنزل، جاء إلى المنطقة مستوطنون مسلحون من جهة بؤرة استيطانية قريبة في سيارة "تويوتا" وعلى تراكتورات صغيرة. بعد فترة وجيزة، انضمت إليهم سيارتا جيب عسكريتان، وتوجهوا معًا نحو المنطقة التي كان يرعى فيها الزوج الأغنام، فأبعد على الفور القطيع نحو القرية القريبة وحذر زوجته من العودة إلى منزلهم خوفًا من هجوم عليهم، لأن سكان المنطقة يعانون من تصاعد اعتداءات المستوطنين منذ إقامة البؤرة الاستيطانية. غادر باقي أفراد العائلة، وكذلك النشطاء الذين توجدوا معهم في حضور وقائي، المنزل وانضموا إلى الأم والأطفال.
بعد حوالي ساعة، عاد المستوطنون والجنود إلى الخيمة المجاورة التي كان يتواجد فيها أفراد العائلة. أوقفوا أفراد العائلة وأخذوا كاميرا أحد النشطاء واستجوبوهم حول حجارة زُعم أنها ألقيت على سيارة "التويوتا" التابعة للمستوطن. في الوقت نفسه، اتصل بالوالدة ابنها (13 عامًا) وأخبرها بأن تراكتورًا صغيرًا عليه مستوطنون يقترب من منزلهم، لكن الجيش واصل منع العائلة من العودة إلى منزلها. في تلك الأثناء، بدأ شبان من قرية المغير المجاورة، بعدما سمعوا بما يحدث، بالتقدم نحو المكان فأطلق الجنود طائرة مسيّرة باتجاههم. بقي الجنود والمستوطنون في المكان لمدة نصف ساعة تقريبًا وتجولوا بين الخيام. فقط بعد مغادرتهم، تمكن أفراد العائلة من العودة إلى منزلهم. في الطريق، وجدوا كاميرا الناشط ملقاة بدون بطارية وبدون بطاقة ذاكرة. عند وصولهم إلى المنزل، اكتشفوا أنه في غيابهم، اقتحم المستوطنون خيامهم وقلبوا الأثاث وسكبوا الطعام على الأرض وبعثروا وكسروا أواني الطعام وأتلفوا الممتلكات وسرقوا حاسوبًا وهاتفًا من النشطاء ومنظارًا وجهاز راديو من جد العائلة.
في اليوم التالي، السبت الموافق 10.5.25، حوالي الساعة 15:00، جاء فَتَيان من البؤرة الاستيطانية لرعي مواشي البؤرة بالقرب من مجمع سكن العائلة. وبعد وقت قصير انضم إليهما المستوطن في سيارة "التويوتا" ومستوطن آخر مسلح على تراكتورون وسيارة عسكرية. تقدم الفتيان مع القطيع نحو أفراد العائلة.
فاطمة أبو نعيم (31 عامًا)، أم لخمسة، روت في إفادة أدلت بها أمام باحث بتسيلم الميداني محمد رمانة:
وصل الفتيان إلى المكان الذي كنت أقف فيه مع الأطفال. بدأ أحدهما، وكان يتحدث العربية بطلاقة، يسأل عن مكان أغنامي. سأل عن ابني باسْمِه وقال إنه يريد قتله. بدأوا بتصويرنا بالهواتف وألصقوها بوجوهنا. عندما اقترب مني أحدهم بالهاتف، حاولت إبعاده. حضر على الفور المستوطنان البالغان واقترب مني المستوطن المسلح وحاول ضربي ببندقيته. منعه جنديان حضرا في أعقاب المستوطنين، من ضربي وبدلاً من ذلك، قام بضرب الناشط على صدره. بقي المستوطنون وواصلوا تهديدنا ومواجهتنا حتى الساعة 19:00 تقريبًا. طوال ذلك الوقت، كان المستوطن الذي يرعى الأغنام يهددنا وكان الجنود يضحكون ويسخرون منا.
حياتنا الآن في خطر دائم. يأتي المستوطنون متى يشاؤون ويعتدون علينا ولا أحد يوقفهم. أفراد الجيش والشرطة الذين يأتون إلى المكان يحمونهم فقط، وهذا يمنحهم شرعية للاستمرار. تهدف هذه الهجمات إلى طردنا وتهجيرنا من المكان. وبالفعل، منذ أن تفاقمت الاعتداءات، بدأنا نفكر بالرحيل وخاصة لأن المستوطنين هددوا أطفالنا أيضًا. في الوقت الحالي، "يكتفون" بإتلاف الممتلكات والتواجد الذي يحمل التهديد، لكننا نخشى أن تصل الاعتداءات إلى أطفالنا أيضًا في أي لحظة.