
نحو التاسعة والنصف من صباح يوم السبت الموافق 13.4.24، غداة مقتل الفتى بنيامين أحيمئير من بؤرة "ملأخي هشَلوم" الاستيطانيّة على يد فلسطينيّ، نزل ما يُقارب 200 مستوطن، بعضهم كان ملثّمًا ويحمل أسلحة ناريّة، من شارع رقم 60 إلى المعبر التحتيّ الواصل بين قريتي بيتين ودير دبوان، وكان يُرافقهم نحو ستّة جُنود. أغلق المستوطنون الشارع بالحجارة وحاويات القمامة والإطارات ومكعّبات الإسمنت. أخذ سكان المنطقة يتجمّعون لكي يصدّوا المستوطنين، لكنّهم أجبروا على التفرّق بعد وقت قصير لأنّ الجنود أخذوا يُطلقون قنابل الغاز المُسيل للدّموع نحوهُم والرّصاص الحيّ في الهواء. في الوقت نفسه، وأمام أنظار الجُنود، اقتحم عدد من المستوطنين كراجًا وأحرقوا سيارة ثمّ غادروا المكان.

في تلك المرحلة، انهمك السكان بإخماد النيران في الكراج، وبإزالة السدّات التي وضعها المستوطنون وتنظيف الشارع. نحو السّاعة 11:00، حين كان نحو خمسين من السكان لا يزالون هناك، عاد نحو خمسة مستوطنين وأطلق أحدهُم الرّصاص الحيّ في الهواء عدّة مرّات. لاحقاً، انضمّ إليهم مستوطنون آخرون، جاء بعضهم في مركبات وبعضهم راجلاً، وأغلقوا الشارع مرّة أخرى بواسطة إطارات وحجارة. حينئذٍ، رشقهم سكان القرية بالحجارة في محاولة لصدّهم وإبعادهم عن المكان.
بعد مضيّ نحو خمس دقائق جاءت إلى المكان قوّات شرطة وجيش ومستوطن آخر مسلّح ببُندقيّة. أخذ المستوطن والجنود يُطلقون الرّصاص الحيّ نحو الأسكان، إضافة إلى قنابل غاز مُسيل للدّموع أطلقها الجُنود. أصيب بالرّصاص الحيّ فتىً (14 عاماً) في رجله. في الوقت نفسه هاجم عشرات المستوطنين سكان القرية، حيث أضرموا النار في ثلاث مركبات وحطّموا زُجاج نوافذ في عدّة منازل مجاورة، بينما كان الجُنود يؤمّنون الحماية لهُم. بعد مضيّ ساعة تقريباً، فرّقت الشرطة المستوطنين فغادر هؤلاء المكان.
نحو السّاعة 22:00، جاء عن طريق حاجز الـ DCO ما يُقارب خمسين مستوطناً، كان بعضهم ملثّمًا ومسلّحًا، إلى الناحية الغربيّة من قرية بيتين وشرعوا يهاجمون بالحجارة منزلين يقعان في أطراف القرية. نشر سكّان المنزلين رسائل استغاثة عبر وسائل التواصُل الاجتماعيّ، وبعد وقت قصير توافد إلى المنطقة بضع عشرات من الشبّان، بضمنهم شابّ من أهالي القرية يُدعى عُمر حامد (19 عاماً). عندما تنبّه المستوطنون إلى قُدوم الشبّان رشقوا نحوهم الحجارة وشرعوا ينسحبون نحو مستوطنة "بيت إيل". في مُوازاة ذلك، أطلق أحد المستوطنين رصاصة أصابت عُمر حامد في رأسه.
أصيب عُمر حامد بجانب حاجز "بيت إيل" (الـ DCO)، أي أنّ إخلاءه للعلاج كان من المفترض أن يستغرق 5 دقائق فقط، ولكن لأنّ الجيش أغلق هذا الحاجز أمام الفلسطينيّين منذ اندلاع الحرب، اضطرّ السكان إلى إخلائه في مركبة خاصّة والالتفاف عبر طرق بديلة، ممّا استغرقهُم أكثر من 20 دقيقة. وصل عُمر حامد إلى المركز الطبّي في عين يبرود، الذي كان قد استدعى سيّارة إسعاف نقلته إلى مجمّع فلسطين الطبّي في رام الله، وهناك أعلن الأطبّاء وفاته.
