إخلاء مساعيد بسيارة إسعاف بعد الاعتداء عليه. صورة قدمها هو مشكورًا
في يوم الأربعاء الموافق 30.4.25، حوالي الساعة 11:00، حضر مستوطنان على تراكتور صغير (تراكتورون) إلى منطقة خربة يرزة واعتدوا على فيصل مساعيد، أحد سكان التجمع، بينما كان يرعى قطيعه من الأبقار والأغنام في حقل بملكية خاصة، على بعد حوالي 300 متر من منزله. نزل المستوطنون، الذين كانوا مسلحين بهراوات خشبية، من الـ "تراكتورون"، واقتربوا من مساعيد، الذي كان يمتطي حصانًا، وأمروه بالانصراف وضربوه بالهراوات على ساقيه ويديه وكل جزء من جسده تمكنوا من الوصول إليه.
إخلاء مساعيد بسيارة إسعاف بعد الاعتداء عليه. صورة قدمها هو مشكورًا
استنجد مساعيد بابنه وسكان آخرين وابتعد قليلاً عن المكان. نزل عن حصانه العجوز، غير القادر على الركض، وبدأ بالفرار سيرًا على الأقدام. بعد بضع دقائق، وصل سكان من المنطقة إلى المكان وعاد المستوطنون إلى الـ "تراكتورون" وهربوا باتجاه البؤرة الاستيطانية "حفات معاليه تياسير"، التي أقيمت في شباط 2025 بالقرب من حاجز تياسير. تم إخلاء مساعيد بسيارة إسعاف إلى المستشفى في طوباس حيث عولجت الإصابات وأخلي سبيله بعد حوالي ساعتين.
فيصل مساعيد (دراغمة) (58 عامًا)، أب لخمسة، من سكان خربة يرزة، أدلى بإفادة أمام باحث بتسيلم الميداني عارف دراغمة في 30.4.25 فقال:
المستوطنون يبتعدون على التراكتور الصغير. صورة قدمها مساعيد مشكورًا
أنا أسكن في خربة يرزة منذ سنوات وأعتاش على تربية الأغنام والأبقار. كانت الحياة هنا صعبة دائمًا، لكن ما يحدث منذ بداية الحرب أسوأ بكثير مما واجهناه في الماضي. يشكل المستوطنون وبؤرهم الاستيطانية خطرًا حقيقيًا ويوميًا على حياتنا. ليس هنالك مكان لا يصلون إليه، بما في ذلك إلى داخل منازلنا وخيامنا. في تشرين الثاني 2023 اقتحم مستوطنون تجمعنا وسرقوا حوالي 50 بقرة وبعد محاولات عديدة، استطعنا استعادة 20 بقرة فقط بينما باءت كل محاولاتنا الأخرى لاستعادة بقية الأبقار. منذ ذلك الحين، أصبح الوضع أسوأ.
اليوم اعتدى عليّ المستوطنون بعنف شديد وأعتقد أنهم أرادوا سرقة القطعان، ولكن بفضل السكان الذين جاءوا للمساعدة هرب المستوطنون وانتهى الأمر بإصابات فقط. لا أعرف ماذا سيحدث في المرة القادمة. يجلب المستوطنون أيضًا قطعانهم للرعي في حقولنا المزروعة ويدمرون المحاصيل، ولكن إذا تجرأ أحد منا على الشكوى، يقوم الجيش باعتقاله. أعتقد أنهم يخططون طوال الوقت لكيفية إخراجنا من هنا، خطوة إثر خطوة. إنهم يريدون أن يأخذوا كل أراضينا لأنفسهم، والجيش يسمح لهم بفعل ما يريدون.
أريد فقط أن أعيش بسلام كما عشت حتى وصل هؤلاء المستوطنون، ولكن لا يوجد من أتحدث إليه. نحن نعيش في حالة خوف، بدون عدالة وبدون حماية. ليس لدينا من نلجأ إليه ولا يوجد من نشتكي إليه، بل إلى الله فقط.
يكمن في جوهر نظام الأبرتهايد والاحتلال الإسرائيلي انتهاك منهجيّ لحقوق الإنسان. تعمل بتسيلم لأجل إنهاء هذا النظام، إدراكًا منها أنّه بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق مستقبل يضمن حقوق الإنسان، الديمقراطية، الحرّية والمساواة لجميع الأفراد - فلسطينيين وإسرائيليين - القاطنين بين النهر والبحر.