Skip to main content
القائمة
تحديثات من الميدان
المواضيع

السمّوع، تلال جنوب الخليل: مستوطنون يهاجمون رعاة أغنام ويطلقون النار على ذراع أحدهم

السمّوع، تلال جنوب الخليل: مستوطنون يهاجمون رعاة أغنام ويطلقون النار على ذراع أحدهم

محمد الكباش في المستشفى. صورة قدمها هو مشكورًا
محمد الكباش في المستشفى. صورة قدمها هو مشكورًا

في يوم الأربعاء الموافق 3.7.2024، في الساعة 18:00، وبينما كان أفراد عائلة الكباش يرعون أغنامها مع رعاة آخرين في منطقة وادي العلالي الزراعية، جنوبي غرب السُّموع، رأوا مستوطنين يقتربون على تراكتور صغير (تراكتورون) ودراجتين ناريتين من سيارة "تندر" التي يملكها علي الكباش، والتي كانت متوقفة على بعد حوالي 500 متر عنهم. ركض اثنان من أفراد العائلة، محمد الكباش (26 عامًا) وابن عمه يوسف الكباش، نحو سيارة "التندر". جلس محمد على مقعد السائق وشغّل المحرك، بينما صعد يوسف إلى صندوق السيارة. في تلك المرحلة، وصل اثنان من المستوطنين إلى السيارة. قام أحدهما بتخريب المرآة الجانبية في السيارة، بينما فتح الآخر الباب عند مقعد السائق وأطلق النار على ذراع محمد الكباش. تمكن محمد من القيادة، لكن بعد أن ابتعد عن المكان حوالي 200 متر، أطلق المستوطن رصاصتين باتجاه السيارة فأصابت إحداهما صندوق السيارة حيث كان يجلس يوسف. بعد ذلك، غادر المستوطنون المكان. في تلك المرحلة، حضر أيضًا عمّ محمد، علي الكباش (43 عامًا)، صاحب الشاحنة، ونقل محمد إلى المستشفى الحكومي في يطا حيث خضع لعملية جراحية لتثبيت الكسر في ذراعه وتم إخلاء سبيله بعد يومين.

في اليوم نفسه، توجه علي الكباش إلى محطة الشرطة في "كريات أربع"، بعد أن اكتشف على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه، ومحمد، متهَمان بتنفيذ عملية دهس. تم التحقيق معه وعرَض أمام المحقق مقطع فيديو للحادثة صوّره أحد الرعاة. أمره المحقق بتسليم سيارته في مركز شرطة "غوش عتصيون"، ففعل. كما استدعى المحقق ابن أخيه، محمد، للتحقيق يوم الأحد 7.7.2024. حضر محمد الكباش على التحقيق بشبهة الدهس في الموعد المحدد، فتم التحقيق معه ثم إطلاق سراحه بعد ساعتين، دون توجيه أي تهمة له. وفي النهاية، أعادت الشرطة إلى الكباش سيارته.

سجّل باحث بتسيلم الميداني باسل العدرا إفادتيّ محمد وعلي الكباش في 9.7.2024:

محمد الكباش (26 عامًا)، متزوج وأب لثلاثة، تحدّث في إفادته عن إصابته برصاصة حية أطلقها مستوطن:

اعتاش على تربية الأغنام ولدينا قطيع مكون من حوالي 350 رأسًا. نعيش أنا وعائلتي الآن في خلة المسيد في السمّوع، جنوب الخليل. لديّ أرض مساحتها 500 دونم في منطقة وادي العلالي، جنوبي غرب السموع، ولديّ مبنيان زراعيان هناك، أيضًا. كنت أعيش مع زوجتي وأولادي هناك حتى 8.10.2023، بعد بدء الحرب مباشرة، حين بدأ أشخاص يرتدون الزي العسكري، أعتقد أنهم مستوطنون، بالتجول في منطقتنا فغادرنا المكان خوفًا. في اليوم التالي، 9.10.2024، قام مستوطنون بهدم مبنيين لنا، كنا نستخدم أحدهما للسكن والآخر مستودعًا للأعلاف وحظيرة للأغنام. كما قاموا بإتلاف الأعلاف ونثرها على الأرض واستولوا على 3 آبار مياه في المنطقة كنا نستخدمها لسقي الأغنام، عندما كنا نرعى الأغنام هناك.

قبل حوالي أسبوعين، عدنا لرعي الأغنام في منطقة وادي العلالي، بسبب نقص المراعي في مناطق أخرى، لكن المستوطنين جاؤوا ثلاث مرات على تراكتورات صغيرة ودراجات نارية وطردونا، وكنا نضطر إلى الهروب من هناك مع الأغنام، كل مرة.

في يوم الأربعاء الموافق 3.7.2024، وصلت إلى هناك سيارة "التندر" التي حمّلنا عليها الأغنام، برفقة عمّيّ علي وفضل وابن عمي علي، يوسف. كان هناك رعاة آخرون في المنطقة. عادة ما نذهب إلى المنطقة في مجموعات بسبب اعتداءات المستوطنين.

قربة الساعة 18:00، وبينما كنا نرعى الأغنام، حضر تراكتور صغير تابع للمستوطنين وتوقفت على الجبل المقابل. بعد حوالي عشر دقائق، رأينا دراجتين ناريتين تصلان أيضًا. ذهبتُ مع علي وفضل ويوسف باتجاه سيارة علي، التي كنا قد أوقفناها على طريق ترابي على بعد 500 متر عن المكان الذي كنا فيه. أردنا إبعادها لأننا كنا نخشى أن يقوم المستوطنون بتخريبها. وبينما كنا نتقدم نحو السيارة، رأينا المستوطنين يصلون إليها من الجانب الآخر على التراكتور الصغير. أعطاني عمي المفتاح وقال لي أن أركض إلى الشاحنة لإبعادها. ركضت أنا ويوسف وعندما وصلنا إلى السيارة، دخلت وشغّلتها وصعد يوسف إلى الصندوق المفتوح في الخلف. في تلك الأثناء، وصل المستوطنون أيضًا على التراكتور الصغير ودراجاتهم النارية. أردت أن أدير السيارة لكن قبل أن أتمكن من فعل ذلك، نزل اثنان من المستوطنين عن دراجتيهما الناريتين وقام أحدهما بكسر مرآة السيارة الجانبية بينما فتح المستوطن الآخر باب السيارة وأطلق رصاصة أصابت ذراعي اليمنى، ثم ابتعد كلاهما عن السيارة. قدت السيارة بسرعة لمسافة حوالي 200 متر، ثم أطلق المستوطنون علينا رصاصتين أخريين، أصابت إحداهما صندوق السيارة حيث كان يوسف، بينما أخطأتنا الأخرى.

وصلنا إلى عمي علي وهناك نزلت من السيارة وانتقلت إلى المقعد بجانب للسائق وجلس عمي في مقعد السائق وقاد بسرعة إلى المستشفى الحكومي في يطا. في المستشفى، أجروا لي فحوصات ووجدوا أن لدي كسرًا في الذراع. أجروا لي عملية جراحية وبقيت في المستشفى لمدة يومين.

في تلك الأثناء، استدعتني الشرطة للتحقيق بشبهة محاولة دهس المستوطنين. في يوم الأحد 7.7.2024، ذهبت للتحقيق في محطة شرطة "كريات أربع"، نفيت هذه التهمة وأخبرتهم بما حدث بالضبط.

علي الكباش (43 عامًا)، متزوج، تحدّث في إفادته عن الهجوم والتحقيق معه بشبهة محاولة الدهس:

في يوم الأربعاء الموافق 3.7.2024، حوالي الساعة 18:00، كنا مع الأغنام في المرعى. كانت سيارة "التندر" الخاصة بنا متوقفة على طريق زراعي في السهل، على بعد حوالي 500 متر عنا. رأينا تراكتورًا صغيرًا لمستوطنين قادمًا من الطريق الالتفافي باتجاهنا ثم توقف في منتصف الطريق. خشيت أن يصلوا إلينا ويؤذوا الأغنام أو السيارة فبدأت أسير باتجاه السيارة لإبعادها عن الطريق.

بعد عشر دقائق، رأينا دراجتين ناريتين تأتيان في اتجاه التراكتور الصغير. بدأت أسير بسرعة أكبر نحو السيارة للوصول إليها قبلهم، ثم انضم إليّ محمد ويوسف. وصلت الدراجتان الناريتان إلى التراكتور الصغير وسارت جميعها معًا باتجاه السيارة. طلبت من محمد ويوسف أن يركضا إلى السيارة بسرعة، لأنهما أسرع مني، وأعطيتهما المفاتيح.

وصل محمد ويوسف إلى السيارة ودخلا إليها بالتزامن تمامًا مع وصول المستوطنين، الذين كان عددهم نحو خمسة، إلى هناك. انقض اثنان منهم على السيارة. رأيت باب السيارة يُفتح وسمعت إطلاق نار. بدأتُ أركض نحو السيارة مع أخي فضل ورعاة آخرين. رأيت السيارة تحاول أن تستدير وتتقدم في الاتجاه الآخر، وكان ابني يوسف يجلس في الصندوق. أطلق المستوطن رصاصتين باتجاه السيارة التي انطلقت وتوقفت بَعدَ 200 متر. هرب المستوطنون في الاتجاه الذي جاؤوا منه. تقدمتُ إلى السيارة بسرعة ورأيت محمد ينزف من ذراعه اليمنى. نزل هو وصعد إلى المقعد المجاور للسائق. دخلتُ أنا إلى السيارة وقُدت مباشرة إلى المستشفى الحكومي في يطا.

بعد ذلك، شاهدنا في وسائل التواصل الاجتماعي تقريرًا عن عملية دهس وقعت في منطقة السموع. أدركتُ أنهم يقصدون ما حدث لنا. أخذت الفيديو الذي صوّره أحد الرعاة وتوجهتُ إلى شرطة "كريات أربع"، قبل أن يصل الجيش إلينا. وصلتُ إلى الشرطة وهناك أدخلوني إلى التحقيق واتهموني بمحاولة الدهس. عرضت الفيديو على المحقق وأخبرتُه بما حدث بالضبط. طلب مني إحضار محمد للتحقيق يوم الأحد وتسليم السيارة في مركز شرطة "عتصيون"، جنوبَ بيت لحم. سلّمنا السيارة في اليوم نفسه وما تزال مُحتجَزَة لديهم.