غنّام الفقير في المستشفى بعد الاعتداء عليه، مباشرة. تصوير: عارف دراغمة، بتسيلم
في يوم الثلاثاء الموافق 11.3.25، حوالي الساعة 9:00 صباحًا، بينما كان بعض سكان تجمع عين الميتة يرعون قطيع أغنامهم في منطقة البُرج، التي تبعد حوالي أربعة كيلومترات عن التجمع، حضر إلى المكان نحو ثمانية مستوطنين مسلحين بالهراوات وبدأوا بمهاجمة أحد الرعاة، غنّام الفقير (38 عامًا)، بالهراوات. سقط الفقير أرضًا فاقدًا الوعي وبدأ الرعاة الآخرون، بمن فيهم شقيقه محمد الفقير (45 عامًا) وغالب الفقير (40 عامًا)، برشق المستوطنين بالحجارة في محاولة لصدّهم وإنقاذه. وخلال رشق الحجارة، أصيب غالب في يده ورأسه.
تمكن محمد الفقير من سحب شقيقه غنّام إلى وادٍ قريب، لكن في تلك الأثناء وصل أربعة جنود إلى المكان وقاموا بمطاردته، سوية مع المستوطنين ومستوطنين آخرين حضروا على تراكتور صغير (تراكتورون) وعلى ظهور الخيل وسيراً على الأقدام. خلال المطاردة، أطلق الجنود النار خمس مرات باتجاه محمد، الذي اضطر إلى التوقف. وضع غنّام فاقد الوعي على الأرض وجلس بجانبه.
غنّام الفقير في المستشفى بعد الاعتداء عليه، مباشرة. تصوير: عارف دراغمة، بتسيلم
اقترب الجنود والمستوطنون من الأخوين ثم ضرب أحد المستوطنين محمد على رأسه بهراوة، بحضور الجنود. سقط محمد أرضًا وفقد وعيه هو الآخر. عندما استيقظ، كان المستوطنون قد ابتعدوا عن المكان.
بعد حوالي نصف ساعة، وصلت سيارات إسعاف إسرائيلية استدعاها الجنود ونقلت المصابين إلى الشارع الرئيسي، حيث تم هناك نقلهم إلى سيارات إسعاف فلسطينية من عين البيضا، فنقلتهم إلى المستشفى التركي في طوباس، وهناك تم تشخيص كسور في أنف غنّام الفقير وذراعه وجروح عميقة في رأسه.
سجّل باحث بتسيلم الميداني عارف دراغمة في 11.3.25 إفادة محمد الفقير (45 عامًا) وأب لسبعة أطفال، فقال:
هذا الصباح، كنت أرعى الأغنام بالقرب من مكان سكني في منطقة الميتة، وكان أخي غنّام وآخرون يرعون إلى الغرب مني، في منطقة كان بإمكاني الإطلال عليها.
فجأة، جاءت إلى المنطقة سيارة سوداء تابعة لمستوطنين، أعتقد أنها تابعة للبؤرة الاستيطانية الجديدة التي أقيمت شمالي حاجز تياسير.
خرج أكثر من ستة مستوطنين من السيارة وبدأوا بمطاردة أخي غنّام فهربَ مع أغنامه، لكن المستوطنين لحقوا به وبدأوا بضربه. نزلت إليه وجاء رعاة آخرون من عائلتنا. رأيت غنّام ينزف دمًا والمستوطنين يواصلون ضربه.
محمد الفقير في المستشفى بعد الاعتداء عليه. تصوير: عارف دراغمة، بتسيلم
طلبتُ من الرعاة الآخرين أن يغطوا عليّ حتى أتمكن من إنقاذ أخي من أيديهم.
اقتربتُ منه واستطعتُ إبعاده من هناك. حملتُه وجررتُه بعضَ الوقت، بينما كان هناك تراشق بالحجارة بين الرعاة والمستوطنين.
فجأة، رأيت عددًا كبيرًا آخر من المستوطنين يأتون، بعضهم على خيول وآخرون على تراكتور صغير وبعضهم سيرًا على الأقدام. تمكنتُ بصعوبة من الوصول إلى الجانب الشرقي من "وادي اللّسَم" والتقدم مسافة قصيرة داخل الوادي، ثم نظرت إلى الوراء فرأيت نحو أربعة جنود وسبعة مستوطنين يطاردونني. صرختُ على الرعاة الذين كانوا في المنطقة أن يهربوا ويختبئوا، وعندها أطلق الجنود عليّ حوالي ست رصاصات.
أنزلتُ أخي غنّام الذي كان فاقدًا الوعي وجلستُ بجانبه. اقترب الجنود والمستوطنون مني وبينما كنتُ جالسًا، جاء مستوطن من خلفي وضربني بماسورة حديدية. سقطتُ أرضًا فاقدًا الوعي وكان أخي غنّام ملقى على الأرض، أيضًا. لم نستطع التحرك.
عندما استيقظتُ، كان حولي جنود فقط. بالكاد تمكنتُ من الرؤية، بسبب الضربة والدم الذي سال على وجهي.
كنا في منطقة يصعب الوصول إليها. فقط بعد حوالي نصف ساعة، لا أعرف بالضبط، وصلت سيارات إسعاف إسرائيلية. كان طاقمها يتحدث بالعبرية. أخذوني وأخي على حمّالتين إلى داخل السيارة وخرجنا في اتجاه الشارع الرئيسي. قام المسعفون الإسرائيليون بتضميد رأسينا ويد أخي غالب، الذي أصيب أيضًا. سافروا حتى الشارع الرئيسي وهناك نقلونا إلى سيارات إسعاف فلسطينية نقلتنا، عبر حاجز تياسير الذي كان مغلقًا منذ فترة طويلة. فتحوا لنا الحاجز ونقلتنا سيارات الإسعاف إلى المستشفى التركي في طوباس. كان أخي غنّام، الذي تعرض لضربات قوية في رأسه، لا يزال غائبًا عن الوعي.
أجروا لغنّام صورًا فتبين أنه يعاني من كسور في الأنف والذراع اليمنى. كانت لديه جروح عميقة في الرأس، أيضًا، قاموا بتقطيبها. أنا تعرضت للضربة في الرأس فقط، أنا بخير والحمد لله.
يكمن في جوهر نظام الأبرتهايد والاحتلال الإسرائيلي انتهاك منهجيّ لحقوق الإنسان. تعمل بتسيلم لأجل إنهاء هذا النظام، إدراكًا منها أنّه بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق مستقبل يضمن حقوق الإنسان، الديمقراطية، الحرّية والمساواة لجميع الأفراد - فلسطينيين وإسرائيليين - القاطنين بين النهر والبحر.