Skip to main content
القائمة
تحديثات من الميدان
المواضيع

فَرَعْتا، محافظة قلقيلية: مستوطنون يضربون مزارعين فلسطينيّين بالهراوات في اليوم الوحيد الذي سُمح لهم فيه العمل في أراضيهم

فَرَعْتا، محافظة قلقيلية: مستوطنون يضربون مزارعين فلسطينيّين بالهراوات في اليوم الوحيد الذي سُمح لهم فيه العمل في أراضيهم

يد عبدالله سلمان المصابة عقب الاعتداء عليه من قبل المسنوطنين في فرعتا، 29.4.20
يد عبدالله سلمان المصابة عقب الاعتداء عليه من قبل المسنوطنين في فرعتا، 29.4.20

في يوم الأربعاء الموافق 29.4.20 أبلغ المجلس المحلّي أهالي قرية فَرَعْتا أنّ مديريّة التنسيق والارتباط صرّحت لهم فلاحة أراضيهم في اليوم التالي - للمرّة الأولى منذ انقضاء موسم قطاف الزيتون - وأنّ التصريح ساري المفعول ليوم واحد فقط.

في صباح اليوم التالي، الخميس الموافق 30 نيسان، خرج عبد الله سلمان وزوجته وأبناؤه للعمل في كرم زيتون لهم تبلغ مساحته 42 دونماً؛ ورافقهم قريب لهم يُدعى براء سلمان (28 عاماً) على تراكتور زراعيّ يملكه. توزّع أفراد الأسرة داخل الكرمل وباشروا العمل.

نحو السّاعة 10:30 أنهى عبدالله وبهاء حراثة قطعة واحدة واتّجها نحو قطعة أرض مجاورة. سار عبدالله راجلاً يوجّه براء ليجنّبه عثرات الطريق وهو يقود التراكتور. في أثناء ذلك لاحظ عبد الله انّ مركّز أمن بؤرة "حفات جلعاد" الاستيطانيّة يراقبهما من على تلّة قريبة. اختفى مركّز الأمن ولكن ظهر مكانه مستوطنان مسلّحان بهراوات بلاستيكيّة سوداء وأحدهما ملثّم.

تقدّم المستوطنان من عبد الله، دفعاه وانهالا عليه ضرباً بالهراوات على رأسه وجميع أنحاء جسمه إلى أن أغمي عليه. إزاء الهجوم الحاصل أوقف براء التراكتور وترجّل منه لكنّ المستوطنين انقضّا أيضاً عليه يضربانه وحين اكتفيا فرّا من المكان.

في هذه الأثناء كان عبد الله قد أفاق من إغمائه ونهض بمساعدة براء. ورغم أنّ الضرب قد أعياهُما قرّر الاثنان مواصلة العمل في الكرم لأنّ التصريح ليوم واحد ولن تتوفّر لهما فرصة أخرى قريبة. بعد مضيّ دقائق معدودة جاء مركّز أمن المستوطنة وقال لهما أنّه كان ينبغي لهما تبليغ الجنود قبل انتقالهم من قطعة أرض إلى أخرى. لاحقاً مرّ مصادفة من المكان جنود ومندوبون عن مديريّة التنسيق والارتباط الإسرائيليّة فعرّجوا على الكرم وسجّلوا إفادة كلّ من عبد الله وبراء عن اعتداء المستوطنين.

عندما غلبه الألم، عاد براء إلى بيته وطلب من والده الرجوع الى الأرض وأن يقود التراكتور مكانه حيث تابع أفراد الأسرة العمل في الأرض حتى السّاعة 15:30 وغادروا بدورهم. 

توجّه عبد الله وبراء إلى مستشفى درويش نزّال في قلقيلية وتبيّن لديهما في الفحوصات الطبيّة كدمات جرّاء الضرب. بعد مغادرة المستشفى قدّم الاثنان شكوى لدى الشرطة الفلسطينيّة في قلقيلية.

أدناه إفادة عبد الله سلمان عن هجوم المستوطنين - أدلى بها أمام باحث بتسيلم الميدانيّ عبد الكريم السّعدي: 

عبد الله سلمان
عبد الله سلمان

دفعني المستوطنان فوقعت أرضاً وعندئذٍ انقضّا عليّ يضربانني على رأسي وعلى أكتافي وفي كلّ أنحاء جسمي. أغمي عليّ لوقت قصير ولاحقاً تبيّن لي أنّهما ضربا براء أيضاً. بعد بضعة دقائق جاء إلى الكرم مركّز أمن المستوطنة يعترض. قال أنّه كان علينا تبليغ الجنود قبل أن ننتقل بين الأراضي لكي يأتوا ويحمونا. أعتقد أنّ مركّز الأمن كان يعرف مسبقاً أنّ المستوطنين قادمون لمهاجمتنا. 

هذا العُنف من جانبهم فقط سوف يزيد من تمسّكنا بالأرض. نحن لن نتخلّى عن أراضينا! المستوطنون يريدون إبعادنا عن الأرض لكي يستولوا عليها.

أقيمت قرب أراضي فَرَعْتا في العام 2002 بؤرة "حفات جلعاد" الاستيطانيّة.