آلاف البشر الذين يعيشون في التجمعات الفلسطينية المنتشرة في منطقة C في الضفة الغربيّة معرّضون لخطر حقيقيّ بترحيلهم من قبل السلطات من مواقع سكناهم بتسويغات مختلفة. سنركّز هنا التقارير الجارية التي ترِد من باحثي بتسيلم حول وضع التجمّعات ومحاولات السلطات لطردهم. أنقروا على أماكن وجود التجمّعات (المشار إليها بالأرقام) وعلى أيقونات الخيام على الخارطة، من أجل الحصول على معلومات إضافيّة تتعلق بالتجمّعات الماثلة لخطر الترحيل.
المعلومات المعروضة في المدوّنة تعكس صورة الوضع كما هي معلومة لنا الآن، وسنستمرّ بإدخال المستجدّات بشكل مستمر بناء على المعلومات التي سترِد من الميدان. لمعاينة خلفية عن تجمّعات تواجه خطر الطرد يُرجى انقروا هنا
منذ أكثر من شهر يقيّد الجيش حركة سكّان تجمّعات مسافر يطّا، جنوبيّ جبال الخليل. من حين لآخر تمكّن السكّان من شقّ طريق جانبي ليمرّوا منه، وفي كلّ مرّة كان الجيش يسدّ الطريق في اليوم نفسه أو في اليوم التالي. اليوم، 26.12.17، نحو الساعة 10:00، جاء إلى المنطقة جنود معهم جرّافات، وسدّوا جميع الطرق التي شقّها السكّان بين مسافر يطّا وتجمّع شُعب البطم. في هذه المرّة، إضافة إلى تكويم الصخور، حفر الجيش قناة عمقها متران وعرضها ثلاثة أمتار، ليمنع عبور السيّارات. إضافة الى ذلك، حفر الجنود قناة أخرى على امتداد شارع لم يسبق إغلاقه من قبل، يصل بين تجمّعَي خلّة الضبع وخربة الفخيت.
في يوم الإثنين الموافق 9.4.2018 عند الساعة 21:00 تقريبًا دهم عشرات من الجنود وموظّفي الإدارة المدنيّة خربة زَنُّوتَة، جنوبيّ بلدة الظاهرية، وهدموا مدرسة أقيمت قبل شهر بتمويل منظمة للغوث الإنساني اشتملت على ستّ غرف خمس منها غرف تدريس يرتادها 33 طالبًا من الصفّ الأوّل حتّى السّادس. إضافة إلى ذلك فقد صادرت القوّات صهريج ماء ومرحاضًا وغادرت بعد أن لم تُبقِ سوى الأساسات الإسمنتية لمبنى المدرسة. منذ 2007 يخوض سكّان خربة زَنُّوتَة معركة قضائية ضدّ أوامر الهدم التي أصدرتها الإدارة المدنية لجزء من المباني في القرية بحجّة البناء غير المرخّص رغم أنّها تعلم تمامًا أنّ السكّان لا يمكنهم استصدار رخص بناء.
منذ أكثر من أسبوعين وبالتحديد منذ 5.3.2018 تتدرّب قوّات عسكريّة تشمل جنودًا من سلاح المشاة ودبّابات وآليّات مدرّعة كلّ يوم تقريبًا في جوار التجمّعات الفلسطينية في مناطق عدّة في الأغوار الشمالية وخاصّة المناطق المحاذية لخربة المالح ولقرية الفارسيّة. تستخدم القوّات النيران الحيّة في مراعٍ وأراضٍ زراعيّة حيويّة لمعيشة السكّان وأحيانًا كانت الدبّابات تشق طريقها بين منازل السكّان. وعلى سبيل المثال أجرت هذا الصباح الموافق 19.3.2018 قوّات عسكريّة تدريبًا - شاركت فيه ثلاث دبّابات وسيّارة جيب ومدرّعة - على بُعد أمتار معدودة من مزارعين يفلحون أرضهم وقريبًا من منازل السكّان في خربة أمّ الجمال على مسافة لا تتجاوز 150 مترًا. إنّه مثال آخر على روتين التدريبات اليوميّ الذي يفرضه صنّاع القرار الإسرائيليون على سكّان التجمّعات الفلسطينية في الأغوار الشمالية بهدف خلق واقع معيشيّ لا يُطاق يؤدّي بالسكّان إلى النزوح عن مناطق سكناهم وكأنّما بإرادة منهم.
منذ 5.3.2018 في الليل والنهار تتدرّب قوّات عسكريّة تشمل جنودًا من سلاح المشاة وسلاح الدبّابات ومدرّعات أخرى في منطقة خربة المالح وقرية الفارسيّة في الأغوار الشمالية. تستخدم القوّات في التدريبات الأسلحة الناريّة في المراعي وتمنع السكّان من دخولها. اليوم الموافق 13.3.2018 تتدرّب منذ الساعة الثالثة فجرًا قوّات تشمل عشرين دبّابة على الأقلّ وعشرات المركبات العسكريّة في مناطق مختلفة من الأغوار الشمالية وضمن ذلك تجري تدريبات في منطقة لا تبعد عن منازل سكّان قرية الفارسيّة سوى كيلومتر واحد. روتين التدريبات المتواصل في الأغوار الشمالية جزءٌ من سياسة تتّبعها إسرائيل منذ سنين طويلة بهدف دفع سكّان التجمّعات الفلسطينية إلى النزوح عن مناطق سكناهم وكأنّما بإرادة منهم. أفاد سكّان من بلدة طوباس أنّ ضجيج القذائف المدفعية يُسمع جيّدًا حتى في منطقتهم.
أمس مساءً أبلغت الإدارة المدنية عبر الهاتف 16 أسرة من خربة إبزيق بأنّه تمّ إلغاء التدريب الذي كان مخطّطًا إقامته اليوم وقبل ذلك كان السكّان قد تلقّوا أوامر بإخلاء منازلهم اليوم لأجل إقامة التدريبات. روتين التدريبات المتواصل في الأغوار الشمالية جزءٌ من سياسة تتّبعها إسرائيل منذ سنين طويلة بهدف دفع سكّان التجمّعات الفلسطينية إلى النزوح عن مناطق سكناهم وكأنّما بإرادة منهم.
تجري في الأيام الثلاثة الأخيرة (5-7 آذار) في النهار واللّيل تدريبات عسكريّة تقيمها قوّات تشمل عشرات المركبات والدبّابات والمدرّعات الأخرى في عدّة مناطق مجاورة لخربة المالح وقرية الفارسية في الأغوار الشمالية. تتدرّب القوّات مستخدمة الأسلحة الناريّة في المراعي وتمنع السكّان من الدخول إليها. إضافة لذلك فقد أتلفت الجرّافات العسكرية جزءًا من حقل مزروع بالحمّص. اليوم صباحًا الموافق 7 آذار 2018 قرابة الساعة 7:30، وصلت القوّات إلى خربة أمّ الجمال المجاورة وأخذت مركبات مدرّعة وجنود مشاة بإجراء التدريبات بين منازل السكّان وفي الحقول الزراعيّة. وأيضًا تدرّب الجيش اليوم قرب خربة إبزيق حيث أخليت أسرتان من منزلهما وفقًا لأوامر سلّمها الجيش لهما في 4.3.2018. جعل التدريبات روتينًا جاريًا بلا توقّف في الأغوار الشمالية هو جزء من سياسة تتّبعها إسرائيل منذ سنين طويلة بهدف تنغيص عيش سكّان التجمّعات الفلسطينية ودفعهم إلى الرحيل عن مساكنهم وكأنّما بإرادة منهم.
يوم أمس - الأحد الموافق 4.3.2018 - عند الساعة 11:00 وصل موظّفو الإدارة المدنية وجنود في سيارتي جيب إلى خربة إبزيق في الأغوار الشمالية (شماليّ مدينة طوباس) وسلّموا أوامر إخلاء مؤقت لـ16 أسرة. نصّت الأوامر على أنّ الإخلاء مطلوب لأجل إجراء تدريبات عسكريّة قرب منازل هذه الأسر. طالب الجيش جميع الأسر بإخلاء منازلها في ثلاثاء الأسبوع القادم الموافق 13.3.2018 من السابعة صباحًا وحتى السادسة مساءً. كما طالب اثنتين من هذه الأسر بإخلاء منزليهما في الأوقات نفسها ثلاث مرّات إضافيّة (في 7 و14 و-21 آذار 2018). مجمل عدد أفراد الأسَر التي طولبت بإخلاء منازلها 79 فردًا بينهم 47 قاصرًا.
تشكّل هذه الأوامر جزءًا من سياسة متّبعة منذ سنوات طويلة وهدف صنّاع القرار الإسرائيليين من ورائها تنغيص عيش سكّان التجمّعات الفلسطينية في مناطق C. تمعن إسرائيل في تطبيق هذه السياسة عبر حرمان السكّان من الحصول على خدمات أساسيّة كالماء والكهرباء وتكرار إجراء التدريبات العسكرية قرب منازلهم. الغاية من هذه السياسة دفع السكّان الفلسطينيين إلى الرحيل عن مناطق سكناهم وكأنّما بإرادة منهم.
صباح اليوم الثلاثاء الموافق 20.2.2018 قرابة الساعة 9:00، وصل موظّفو الإدارة المدنيّة ترافقهم جرّافة وقوّات من حرس الحدود والشرطة إلى التجمّع السكّاني الفلسطيني جبل البابا قرب العيزريّة، شمال شرق القدس. هدمت القوّات بركس تستخدمها عائلة أبو عويضة للسكن وخلّفت وراءها 13 شخصًا بلا مأوًى بينهم 10 قاصرين. اعتقلت القوّات خلال تنفيذ الهدم أحد سكّان التجمّع والذي يسكن بجوار منزل أسرة عويضة. إنّه الهدم الثاني لمنزل الأسرة خلال نصف السنة الأخير حيث هدمته الإدارة المدنية في 15.10.2017 مع ثلاثة منازل أخرى. هنالك اليوم عدد من أوامر الهدم لمنازل بعينها وأوامر "تحديد نطاق" شامل معلّقة ضدّ تجمّع جبل البابا، ممّا يُجبر سكّانه على خوض معركة قضائية متواصلة ضدّ مساعي السلطات لتهجيرهم. منذ عام 2006 هدمت دولة إسرائيل 33 مبنًى في التجمّع المذكور منها 27 مبنًى سكنيًّا كانت تأوي ما مجموعه 136 شخصًا بينهم 73 قاصرًا.
صباح يوم الإثنين، 5.2.2918، جاء موظّفو الإدارة المدنيّة وعناصر من شرطة حرس الحدود ومعهم جرّافة وشاحنة ورافعة، إلى منطقة خربة الساكوت في الأغوار الشمالية، قرب مستوطنة "محولة". فكّكت القوّات وصادرت أنابيب مياه بطول 400 متر استُخدمت لريّ مقثاة بطيخ يملكها باسم فقها (62 عامًا، من سكّان طوباس). في إفادة أدلى بها في اليوم نفسه أمام الباحث الميداني من بتسيلم، عارف ضراغمة، قال فقها: "يبدو أنّ المصادرة كانت مخطّطة جيّدًا. لقد جاءوا لمصادرة الأنبوب تحديدًا في اليوم الذي زرعت فيه. لماذا لم يبلغوني مسبقًا؟ لقد سبّبوا لي خسارة جميع الأموال التي استثمرتها في المكان، وأبقوا المقثاة بدون خطّ مياه".
عند الساعة 16:00 تقريبًا جاءت القوّات إلى خربة أمّ الجمال، جنوبي "لِشِم"، وصادرت أربع خيام، كانت إحدى الأسر تحتفظ بها مفكّكة لاستخدامها في السكن الموسميّ هناك؛ وكانت قد حصلت عليها كتبرّع من منظّمة إغاثة إنسانيّة بعد أن هدمت الإدارة المدنية خيامهم في وقت سابق. إضافة، صادرت الإدارة المدنيّة لفائف أسلاك شائكة كانت تُستخدم لصيانة الخيام.
* ورد سهوًا في التقرير الأصلي أنّ الخيام كانت مسكونة.
صباح اليوم، 4.2.2018، عند الساعة 5:00 تقريبًا، جاءت قوّات حرس الحدود والإدارة المدنية في نحو 20 سيارة جيب إلى تجمّع أبو النوّار. هدمت القوّات غرفتين في مدرسة التجمّع، كان يدرس فيهما قرابة 25 طالبًا وطالبة من الصفّين الثالث والرّابع. أعلن موظّفو الإدارة الموقع منطقة عسكرية مغلقة، وهدموا الغرفتين الدراسيّتين - اللّتين أقيمتا بتمويل من الاتّحاد الأوروبيّ والسلطة الفلسطينية. يخوض السكّان في الأشهر الأخيرة معركة قضائية لتسوية البناء في تجمّعهم، وضمن ذلك الغرفتان المذكورتان؛ لكنّ السلطات سارعت إلى هدمهما قبل انتهاء الإجراءت القضائية. صدر أمر هدم الغرفتين الدراسيّتين في كانون الأوّل 2018، ومنذ ذلك الحين تعلّم التلاميذ في نزل الضيافة التابع للتجمّع. هدم المباني التعليمية هو إحدى الوسائل التي تستخدمها إسرائيل ضمن سعيها لتهجير سكّان التجمّعات الفلسطينية من منازلهم وتجميعهم في جيوب معزولة، لكي تستخدم هي الأراضي لاحتياجاتها.
صباح اليوم، قرابة الساعة 10:30، جاء موظّفو الإدارة المدنية - ترافقهم قوّة عسكرية وجرّافات - إلى خربة عين كرزليّة في الأغوار الشمالية، وهدموا الخيمة التي تسكنها الأسرة الوحيدة التي بقيت في التجمّع، ويبلغ عدد أفرادها ستة أنفار، بينهم ثلاثة قاصرين؛ كما هدمت ثلاث حظائر أغنام تملكها الأسرة نفسها. إضافة، هدمت القوّات خيمة سكن لأسرة لا تسكن هناك بعد، وحظيرتي أغنام إضافيتين، وخرّبت الطريق الترابي الموصل إلى التجمّع لتجعله غير صالح للاستخدام. حتى نيسان 2017 سكنت في التجمّع ثلاث أسر تعدّ نحو 30 شخصًا، ولكنّ بسبب تنكيل السلطات بلا توقّف - وبضمنه هدم 14 مبنًى منذ 2014، اثنتين منهما قد غادرتا. اليوم أيضًا، قرابة الساعة 8:00 جاءت القوّات إلى تجمّع آخر - تجمّع الشونة، في منطقة الجفتلك، وهدمت مبنًى سكنيًّا من الباطون ما زال قيد الإنشاء.
توثيق الفيديو من قبل عارف دراغمة، بتسيلم
في 28.12.2017، قرابة الساعة 8:30 جاء موظّفو الإدارة المدنية، ترافقهم قوّات من شرطة حرس الحدود، إلى مدرسة خان الأحمر، في منطقة "معليه أدوميم"، سلّموا للسكّان أمرًا عسكريًّا وأخذوا معهم 60 لوحًا من الخشب وبابين. يقع تجمّع خان الأحمر في منطقة تعدّها إسرائيل لتتوسّع فيها مستقبلاً مستوطنة "معليه أدوميم". لاحقًا، قرابة الساعة 13:00، جاء موظّفو الإدارة المدنية إلى تجمّع آخر في الخان الأحمر يُدعى التّبنة، وصادروا 10 ألواح صفيح وأربع حزم من قضبان الحديد، يستخدمها السكّان لإقامة مبانٍ مؤقتة في المناسبات. جميع التقارير حول خان الأحمر تجدونها هنا.
يكمن في جوهر نظام الاحتلال الإسرائيلي انتهاك منهجيّ لحقوق الإنسان. تعمل بتسيلم لأجل إنهاء الاحتلال، إدراكًا منها أنّه بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق مستقبل يضمن حقوق الإنسان، الديمقراطية، الحرّية والمساواة لجميع الأفراد - فلسطينيين وإسرائيليين - القاطنين بين النهر والبحر.