في نهاية آب اقتحم عشرات الجنود في ساعات الليل المتأخرة منزل عائلة أبو هشهش مجددا. اعتدوا على أفراد العائلة وضربوا إياد أبو هشهش (45 عاما) وهو أب لأربعة أبناء ضربا مبرحا ووضعوه على حمالة وأخذوه. عرف أفراد عائلته لاحقا بأنه قد أصيب بفيروس كورونا في مركز الشاباك وقد وُضع في العزل وصدر ضده أمر بالاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور. اقتحام الجيش لمنازل الفلسطينيين في ساعات الليل المتأخرة وإيقاظ السكان ومنهم الأطفال أصبح منذ زمن جزءا من روتين الاحتلال العنيف. هذا فقط مثال آخر على كيفية استغلال الجيش لقوته.
في 1.9.20 دفع ضابط متظاهراً فلسطينيّاً وأوقعه أرضاً ثمّ داس عنقه أثناء مظاهرة ضدّ مصادرة أكثر من 700 دونم من أراضي قريتي شوفة والرّاس في محافظة طولكرم لصالح المنطقة الصناعيّة "بوستاني حيفتس". حين حمل متظاهرون المعتدى عليه وأدخلوه إلى سيّارة أحدهم تقدم ضابط وحطّم زجاج نافذة السّائق ثمّ هدّده بإطلاق النار عليه إذا تحرّك. قرابة الرابعة من فجر الاثنين الموافق 21.9.20 اقتحم نحو 15 جنديًا منزل خيري حنون واعتقلوه. كعادته برّر الجيش تلقائيّاً تصرّف الجنود مستنداً إلى سياسة إسرائيليّة تمنع الفلسطينيّين من ممارسة حقّ التظاهُر كما إلى التبرير الدّائم والواسع الذي يمنحه نظام الاحتلال لعُنف قوّات الأمن تجاه الفلسطينيّين.
في ساعات الفجر من يومي 25.6.20 و-7.7.20 اقتحم عشرات الجنود منزلين لعائلة أبو هشهش في مخيّم الفوّار للّاجئين بحجّة البحث عن ثلاثة مطلوبين من أفراد العائلة. في أحد المنزلين هاجم الجنود عدداً من أفراد الأسرة وفي الثاني ضربوا قاصراً وحرّضوا كلباً عليه وعلى آخرين من أفراد الأسرة. في الحالتين توعّد "الشاباك" بعد الاقتحام بأنّ الجنود سوف يعودون إذا لم يسلّم المطلوبون أنفسهم. اقتحام الجيش منازل الفلسطينيّين في دُجى اللّيل وإفزاع الكبار والصّغار من نومهم بات منذ زمن طويل جزءاً من روتين عُنف الاحتلال. إنّه فقط مثال آخر يُظهر كيف يسخّر الجيش قوّته أيضاً في أيّام الوباء العصيبة هذه حيث يعمّ الحجر الصحّي معظم أنحاء الضفة الغربيّة.
"أحد الجنود انقضّ على والدي وظلّ يضربه على وجهه حتّى أسال دمه. كنت في صدمة شديدة وتملّكني غضب شديد. لم أستطع أن أفهم لماذا يفعل ذلك. ألا يعرف أنّ والدي كفيف ومريض؟ ماذا فعل والدي ليستحقّ كلّ هذا؟ تراودني كثير من الأسئلة التي لم أجد لها جوابًا بعد. إنّه كابوس لن أنساه أبدًا رغم أنّ تذكّر ما حدث يؤلمني كثيرًا" - مقطع من إفادة الابن مازن مزهر (15 عامًا).
في 8.9.2017 أثناء مظاهرة ضدّ إخلاء عائلة شماسنة من منزلها في حيّ الشيخ جرّاح، في القدس الشرقية، اعتقلت الشرطة ع.ح. (15 عامًا) واعتدت على والدته حين حاولت حمايته، وأخلت سبيله بعد ساعة. ثمّ اعتقلت الشرطة شقيقه م.ح. (13 عامًا) واقتادته لاستجوابه في محطّة الشرطة. وبعد أن وقّع على إفادته مترجمةً إلى اللّغة العبرية، أخلي سبيله قرابة الساعة 22:30 بكفالة ماليّة قدرها 1000 ش.ج وبشرط الحبس المنزلي لمدّة خمسة أيّام. هذه الممارسات جزء من سياسة تتّبعها السلطات الإسرائيلية في القدس الشرقية لدى اعتقال الفتيان، إذ لا يخلو إجراء كهذا من انتهاكٍ لحقوقهم.
في22.8.2017 دخل أفراد شرطة إلى منزل في سلوان، في القدس الشرقيّة. ألصقوا فوهة مسدّس إلى رأس والد الأسرة، كبّلوه، حبسوا بقيّة العائلة في المطبخ وشرعوا في تفتيش المنزل. بعد ذلك هاجموا الأمّ وابنتها (15 عامًا)، كبّلوها واقتادوها مع والدها إلى المسكوبيّة. بعد مضيّ نصف ساعة حقّقوا مع الفتاة وأطلقوا سراحها دون شيء. هذه الممارسات جزءٌ من سياسة اعتقال الفتيان التي تتّبعها السلطات الإسرائيلية في القدس الشرقيّة، والتي تنطوي على انتهاك منهجيّ لحقوقهم.
تقرير جديد تصدره اليوم منظمتا بتسيلم ومركز الدفاع عن الفرد، بعنوان "غير محميّين"، يكشف كيف تنتهك السلطات الإسرائيلية على نحوٍ منهجيّ وواسع النطاق حقوق الإنسان للفتيان الفلسطينيين الذين يجري اعتقالهم كلّ سنة في القدس الشرقية. في 60 تصريحًا وصف فتيان كيف جرى انتزاعهم من فراشهم ليلاً وتكبيلهم والتحقيق معهم في انتهاك لحقوقهم؛ ثمّ اعتقالهم في ظروف صعبة، وأحيانًا لفترات طويلة. هذه الممارسات هي جزء من سياسة تتّبعها إسرائيل في المدينة، تعتبر وجود الفلسطينيين هناك غير مرغوب فيه.
في 13.8.2017 وصلت عناصر من قوّات الأمن إلى منزل عائلة المحتسب في مركز مدينة الخليل، الواقع في مبنىً ذي مدخلين. قام الجنود بلحام بوّابة أحد المدخلين مستخدمين العنف الشديد تجاه امرأة من أفراد الأسرة حين حاولت منعهم من ذلك. ادّعاؤهم بأنّ الغاية من ذلك هو منع مرور "المشبوهين" باطلٌ، ولا صِلة له بالواقع. وحتّى لو كان هناك شيء من الحقيقة في ادّعائهم، ما كان ذلك ليبرّر الاعتداء بقسوة على أفراد العائلة. هذه الحادثة هي فقط مثال إضافيّ على سياسة الفصل وتقييد الحركة، التي تطبّقها إسرائيل في مركز مدينة الخليل من خلال التنكيل والاعتداء والمضايقات اليوميّة بأيدي قوّات الأمن والمستوطنين.
يكمن في جوهر نظام الاحتلال الإسرائيلي انتهاك منهجيّ لحقوق الإنسان. تعمل بتسيلم لأجل إنهاء الاحتلال، إدراكًا منها أنّه بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق مستقبل يضمن حقوق الإنسان، الديمقراطية، الحرّية والمساواة لجميع الأفراد - فلسطينيين وإسرائيليين - القاطنين بين النهر والبحر.