مع مرور سنتين على القتال تنشر منظمة بتسيلم، خلاصة استقصاء شامل، إحصائيات كاملة لقتلى "حملة الجُرف الصامد". تبيّن المعطيات أن ما يقرب من ثُلثي الفلسطينيين (63%) الذين قتلتهم قوّات الأمن الإسرائيلية في أثناء الحرب، لم يشاركوا في القتال: 1٫394 شخصًا من بين 2٫202. رُبع هؤلاء (وعددهم 526) كانوا قاصرون تحت سنّ 18.
عن المعاني الأخلاقيّة والقضائيّة لسياسة الاعتداء على البيوت السكنيّة في قطاع غزة في صيف 2014
ردًّا على بيان النيابة العسكريّة بأنها أمرت بفتح تحقيقات في الحالات "الاستثنائيّة" أثناء حملة "الجرف الصامد"، تقول منظمة بتسيلم إنّ تجارب الماضي تدفعها لعدم تعليق آمال كثيرة بأن تؤدّي الفحوصات إلى تحقيقات جديّة أو إلى أيّ نتائج تُذكر، سوى اخفاء الحقائق.
انتهت الحملة العسكرية "الجرف الصامد" التي بدأت في 8/7/2014، قبل أيام معدودة، من خلال وقف لإطلاق النار بدأ سريانه مساء 26/8/2014. وفي عدة حالات انتهكت إسرائيل أحكام القانون الإنسانيّ الدوليّ، فيما يُشتبه في الكثير من الحالات الأخرى بانتهاك هذه الأحكام. ورغم ذلك، فإنّ بتسيلم لا تنوي مطالبة أجهزة التحقيق الإسرائيليّة القائمة، بالتحقيق في هذه الشبهات.
يش دين وبتسيلم، منظمتا حقوق إنسان إسرائيليتان، سباقتان في مراقبة التحقيقات في الانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن ضد الفلسطينيين، تقران بأن نظام تطبيق القانون العسكري قد أخفق تماما. تدعي المنظمتان بعد فحص نتائج مئات التحقيقات، أن منظومة التحقيقات الموجودة لا تسمح بإجراء تحقيق جدي وفعال، وأن الآلية تعاني من إخفاقات هيكلية خطيرة، تجعلها غير قادرة على إجراء تحقيقات مهنية.
إدارة وموظفي بتسيلم يعربون عن حزنهم ويقدمون تعازيهم للزميل عصام يونس، مدير عام مؤسسة الميزان لحقوق الإنسان في قطاع غزة، بمقتل والده وزوجة والده في قصف للسلاح الجوي في رفح، صباح 21.8.14.
قام قضاة محكمة العدل العيا اليوم برفض الالتماس الذي قدّمته منظمة بتسيلم، لإلزام سلطة البثّ بنشر إعلان تُقرأ فيه أسماء أطفال قُتلوا في غزة، تحت عنوان: لأطفال غزة أسماء أيضًا. انتقد القضاة قرار السلطة ببثّها إعلانات لـ"مركز المناعة القوميّة" ولـ "حباد"، ثم تراجعت عن النشر في أعقاب الالتماس لكنهم قبلوا في الوقت نفسه ادّعاء سلطة البثّ بأنّ الأمر كان "خطأً".
حسب المعلومات الأولية التي حصلت عليها بتسيلم فإنه منذ فجر الثلاثاء الموافق 8/7/2014 حينما بدأ القصف على غزة ضمن الحملة العسكرية "الجرف الصامد" وحتى يوم 10/8/2014 قُتل في قطاع غزة وفي إسرائيل 1,767 فلسطينيًا على الأقل. من ضمنهم: 431 قاصرين وقاصرات (أحد القاصرين شارك في القتال).
لقد كان قصف المنازل من الجوّ عنصرًا مركزيًّا في السياسة التي اتبعها الجيش الإسرائيليّ منذ بدء الاقتتال في القطاع. الموقف القائل بأنّ حماس مسؤولة عن الضرر الجسيم الذي ألحقته هذه السياسة بالسكان المدنيّين في القطاع غير صحيح، لا قضائيًّا ولا أخلاقيًّا.
يكمن في جوهر نظام الاحتلال الإسرائيلي انتهاك منهجيّ لحقوق الإنسان. تعمل بتسيلم لأجل إنهاء الاحتلال، إدراكًا منها أنّه بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق مستقبل يضمن حقوق الإنسان، الديمقراطية، الحرّية والمساواة لجميع الأفراد - فلسطينيين وإسرائيليين - القاطنين بين النهر والبحر.